ارتفاع كبير في عدد الهولنديين الذين يعيشون بمفردهم : النساء في الصدارة
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن واحدا من كل خمسة بالغين في هولندا يعيشون بمفردهم، حيث يقدر عددهم بنحو 3.3 مليون شخص من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 18 مليون نسمة. ومعظم هؤلاء الأشخاص هم من النساء المسنات، اللاتي تجاوزن سن السبعين، وغالبا ما يكن قد فقدن شريك حياتهن.
النساء المسنات يشكلن الأغلبية من الهولنديين الذين يعيشون بمفردهم
تعد هذه الظاهرة الاجتماعية من أبرز التحولات التي شهدتها هولندا في العقود الأخيرة. ففي عام 1960، كانت نسبة السكان الذين يعيشون بمفردهم لا تتجاوز 3٪، إلا أن هذه النسبة بدأت في الارتفاع بشكل تدريجي ومستمر منذ ذلك الحين. بحلول منتصف الثمانينيات، تجاوزت النسبة 10٪، ووصلت إلى 19٪ في بداية هذا العام.
بحسب البيانات الصادرة عن وكالة الإحصاءات الوطنية الهولندية (CBS)، يعيش أكثر من نصف مليون امرأة مسنة بمفردهن، وهو ما يعادل 613,000 امرأة في بداية هذا العام، مقارنة بـ 274,000 رجل مسن. وتعود هذه الفجوة الكبيرة بين الجنسين إلى أن النساء، بشكل عام، يعمرن لفترات أطول من الرجال، ما يجعل العديد منهن يواجهن سنوات طويلة من العيش بمفردهن بعد وفاة شريك الحياة.
الرجال في سن الثلاثينيات والأربعينيات يسيطرون على النسبة
على الرغم من أن عدد الرجال الذين يعيشون بمفردهم في العشرينيات من العمر يفوق عدد النساء في نفس الفئة العمرية، إلا أن هذه النسبة تتغير بشكل ملحوظ بعد بلوغ الثلاثينيات والأربعينيات. حيث تشير الإحصاءات إلى أن الرجال في هذه الفئات العمرية هم الأكثر عيشا بمفردهم. ويرجع ذلك إلى ارتفاع حالات الطلاق وبقاء الأطفال غالبا مع الأم، مما يؤدي إلى زيادة عدد الرجال الذين يعيشون بمفردهم.
كم عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم؟
الفئة العمرية | الرجال | النساء |
---|---|---|
70 سنة أو أكثر | 274,000 | 613,000 |
60 إلى 70 سنة | 226,000 | 277,000 |
50 إلى 60 سنة | 252,000 | 193,000 |
40 إلى 50 سنة | 224,000 | 109,000 |
30 إلى 40 سنة | 299,000 | 168,000 |
20 إلى 30 سنة | 332,000 | 314,000 |
15 إلى 20 سنة | 28,000 | 33,000 |
الطلاق والاستقلالية
يعكس ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم تغييرات في بنية المجتمع الهولندي. من بين العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا التزايد هو ارتفاع معدل الطلاق، وتأخر الزواج، وزيادة العمر المتوقع. بالإضافة إلى ذلك، يشير المحللون الاجتماعيون إلى أن التغيرات في أنماط الحياة والقيم الثقافية، مثل التركيز على الاستقلالية الفردية، لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحول.
تعد زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم تحديا يواجه المجتمع الهولندي على عدة مستويات. فمن الناحية الاجتماعية، قد يؤدي هذا الاتجاه إلى شعور بعض الأفراد بالعزلة والوحدة، لا سيما في صفوف كبار السن. أما من الناحية الاقتصادية، فإن تزايد الطلب على المنازل المخصصة لشخص واحد يضغط على سوق الإسكان ويزيد من تكاليف الإقامة في بعض المناطق.