ارتفاع ملحوظ في إصابات السرطان بين الشباب في هولندا

شهد عدد الشباب المصابين بالسرطان في هولندا ارتفاعا ملحوظا خلال العقود الماضية، وفقا لتقرير صادر عن “المركز الشامل للسرطان في هولندا” (IKNL). فقد تم خلال العام الماضي تشخيص السرطان لدى ما يقارب 4200 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما، مقارنةً بنحو 3100 حالة فقط قبل 35 عاما.
ورغم هذا الارتفاع اللافت، لم يتمكن الباحثون من تحديد سبب دقيق لهذه الزيادة. ويجدر بالذكر أن عدد الشباب في هولندا شهد انخفاضا طفيفا خلال الفترة نفسها، من حوالي 3.8 مليون نسمة في عام 1990 إلى نحو 3.6 مليون في عام 2024.
النساء يصبن بالسرطان 1.5 مرة أكثر من الرجال في الفئة العمرية (أعمار 18–39 عاما)
تشير البيانات إلى أن النساء في الفئة العمرية الشابة أكثر عرضة لتشخيص السرطان بنسبة تصل إلى مرة ونصف مقارنةً بالرجال. وتُعد هذه النسبة لافتة للنظر، خاصة أن معدل الإصابة بالسرطان على مستوى عموم السكان في هولندا يكون عادة أعلى بين الرجال.
وقد سجلت أنواع معينة من السرطان ارتفاعا ملحوظا بين الشابات، وعلى رأسها سرطان الثدي، الذي ارتفعت حالاته من حوالي 600 حالة في عام 1989 إلى 878 حالة في عام 2024. كما زادت حالات سرطان عنق الرحم والميلانوما، وهو نوع خطير من سرطان الجلد، بين النساء.
سرطان الخصية في صدارة إصابات الرجال
أما بالنسبة للرجال الشباب، فيبقى سرطان الخصية هو النوع الأكثر شيوعا من السرطان. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد التشخيصات تضاعف من 241 حالة في عام 1989 إلى 574 حالة في العام الماضي. ورغم هذا الارتفاع، إلا أن وتيرة الزيادة في عدد الحالات بدأت بالتباطؤ خلال السنوات الأخيرة. كما يُعد سرطان الميلانوما شائعا بين الذكور أيضا.
العوامل الوراثية والمخاطر
على الرغم من غياب تفسير علمي واضح للارتفاع الحاصل في عدد التشخيصات، يلفت الباحثون إلى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو الخصية يزيد من خطر الإصابة بهذه الأنواع من السرطان لدى الشباب.
تحسن فرص النجاة
تشكل فئة الشباب المصابين بالسرطان حوالي 3.5% من إجمالي المصابين بالمرض في هولندا. وعلى الرغم من القلق المتزايد بشأن ارتفاع عدد الحالات، فإن الأخبار الإيجابية تكمن في أن فرص النجاة من السرطان شهدت تحسنا كبيرا خلال العقود الماضية، بفضل التطور في أساليب التشخيص والعلاج.