ارتفاع أسعار المواد الغذائية في هولندا

تواجه هولندا تحديات جديدة فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع ملحوظ في تكلفة السلع الاستهلاكية، خاصة المنتجات ذات العلامات التجارية الكبرى (A-brands). تأتي هذه الزيادة نتيجة مطالبات العديد من المصنعين برفع أسعار الشراء، وهو ما أثار قلق المستهلكين ودفع سلاسل المتاجر الكبرى إلى البحث عن حلول مبتكرة للتخفيف من حدة هذه الزيادات.
العلامات التجارية الكبرى في مرمى ارتفاع الأسعار
في مؤتمر طاولة مستديرة عُقد مؤخرًا في مدينة أوغستخيست الهولندية، ناقش رؤساء سلاسل المتاجر الكبرى مثل “بلُس” (Plus) و”جومبو” (Jumbo) التحديات المتعلقة بارتفاع أسعار البقالة. وحذر المسؤولون من أن المنتجات ذات العلامات التجارية الكبرى ستشهد زيادات أكبر مقارنة بالمنتجات ذات العلامات الخاصة (Private Labels).
تُعرف العلامات التجارية الكبرى مثل “كوكاكولا” بجودتها العالية وسمعتها القوية بين المستهلكين، إلا أن هذا التميز يأتي بتكاليف إضافية. وأوضح آرت فان هارن، الرئيس التنفيذي لسلسلة “بلُس”، أن الشركات المصنعة لهذه العلامات تطالب بزيادات غير متناسبة في أسعار الشراء. وأضاف:
“عندما يتطلب الأمر زيادة سعر منتج ذو علامة خاصة بنسبة 5% بسبب ارتفاع الأجور أو تكاليف الطاقة، يكون الأمر شفافًا وواضحًا. أما بالنسبة لمنتج يحمل علامة تجارية كبرى، فقد يخبرنا المنتج بكل بساطة أن السعر يجب أن يرتفع بنسبة 9%.”
هذا الاتجاه ليس جديدا، فقد شهد العام الماضي زيادات مشابهة، ومن المتوقع استمرار النمط نفسه هذا العام. وعلى سبيل المثال، يسعى بعض المصنعين لرفع أسعار الشراء بنسبة تصل إلى 20% بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام مثل الحليب.
الملصقات الإنجليزية: حل غير تقليدي لتقليل التكاليف
في محاولة لمواجهة هذه الزيادات، اقترح قادة سلاسل المتاجر الكبرى مثل “بلُس”، “جومبو”، و”بيكنيك” فكرة جديدة تتمثل في توحيد ملصقات المنتجات باللغة الإنجليزية عبر دول الاتحاد الأوروبي.
بموجب القوانين الحالية، يُطلب من المصنعين الدوليين تضمين معلومات باللغة الهولندية على المنتجات المباعة في هولندا. ويؤدي هذا المطلب إلى زيادة تكاليف الإنتاج مقارنة بالدول المجاورة التي تفرض قواعد أقل صرامة.
ويعتقد المسؤولون التنفيذيون أن إلغاء هذا الشرط والسماح باستخدام ملصقات باللغة الإنجليزية يمكن أن يساعد في تقليل تكاليف البقالة، لا سيما بالنسبة للعلامات التجارية الكبرى. وأوضح فان هارن وجهة نظره قائلاً:
“يمكنني أن أتخيل أن المشرّعين قد يقررون اعتماد ملصق موحّد باللغة الإنجليزية، مع إمكانية إضافة رمز QR يوجه المستهلكين إلى موقع إلكتروني يحتوي على معلومات بجميع اللغات.”
لاقى هذا الاقتراح اهتماما من بعض المسؤولين الأوروبيين، مثل مالك أزماني، عضو البرلمان الأوروبي، الذي أبدى رغبته في مناقشة الفكرة على مستوى أوسع. ومع ذلك، أشار أزماني إلى أن إقرار قوانين جديدة على مستوى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق عدة سنوات قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
تحديات وآمال في الأفق
بينما يستمر الجدل حول هذا الاقتراح، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون توحيد ملصقات المنتجات باللغة الإنجليزية كافيًا للتخفيف من أزمة ارتفاع أسعار البقالة في هولندا؟
في الوقت الذي يترقب فيه المستهلكون نتائج هذه النقاشات، يبدو أن المتاجر الهولندية تسعى بكل جهد لإيجاد حلول فعالة توازن بين تقليل التكاليف وضمان جودة المنتجات. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف الإنتاج عالميا، سيظل هذا الموضوع محور اهتمام كبير في الأوساط الاقتصادية والسياسية على حد سواء.