إضراب النقل العام يعطل الحافلات والترام في المدن الهولندية الكبرى
شهدت مدن أمستردام، روتردام، ولاهاي صباح يوم الثلاثاء توقفا شبه كامل في خدمات النقل العام، حيث أضرب موظفو النقل للمطالبة بنظام تقاعد مبكر هيكلي. الإضراب، الذي بدأ في الساعة الرابعة صباحا واستمر حتى الثامنة، تسبب في توقف المترو، الحافلات، والترام في هذه المدن، مما أثر على حركة التنقل اليومية لمئات الآلاف من الركاب.
ورغم توقف هذه الوسائل، استمرت الحافلات الإقليمية التابعة لشركات مثل “أريفا”، “كونكسيون”، و”EBS” في العمل، بينما ظلت عبّارات “GVB” في أمستردام تعمل بشكل طبيعي. وعلى الرغم من انتهاء الإضراب عند الساعة الثامنة صباحا، حذرت شركات النقل “GVB” في أمستردام، “RET” في روتردام، و”HTM” في لاهاي من أن العودة إلى الجدول الزمني المعتاد ستستغرق وقتا أطول.
متحدث باسم “GVB” أوضح أن خدمات المترو ستبدأ بالعودة تدريجيًا في حوالي الساعة 8:30 صباحًا، على أن تتبعها الحافلات والترام. في حين توقعت لاهاي استئناف جدولها المعتاد في حوالي الساعة 9:30 صباحًا، وأملت روتردام أن يحدث ذلك بحلول الساعة 11:00 صباحا.
في المقابل، رصدت تقارير من روتردام أن المنصات كانت هادئة بشكل غير معتاد في الساعات الأولى من الصباح. وذكر أحد مسؤولي “RET” أن القليل من الركاب ظهروا على المنصات، ليتم إعلامهم بعد ذلك أن القطارات لن تعمل قبل الساعة الثامنة، مما دفعهم إلى مغادرة المحطات.
تعود أسباب هذا الإضراب إلى مطالبات الموظفين بنظام تقاعد مبكر يأخذ بعين الاعتبار طبيعة العمل الشاقة في قطاع النقل. وفقا لشركات النقل في أمستردام وروتردام، فإن النوبات الليلية وغير المنتظمة، بالإضافة إلى المهام التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، تفرض الحاجة إلى نظام يسمح للموظفين بالتقاعد المبكر. على النقيض، عبّرت شركة “HTM” في لاهاي عن عدم دعمها للإضراب، معتبرة أن الركاب هم من يتكبدون المعاناة الأكبر.
إضراب شامل لوسائل النقل العام يوم الأربعاء
ولم يكن هذا الإضراب سوى مقدمة لإضراب أكبر مقرر يوم الأربعاء، حيث سينضم موظفو النقل الإقليمي و”NS” إلى الاحتجاجات. ونتيجة لذلك، لن تكون هناك قطارات أو حافلات بين الساعة 4:00 صباحًا و8:00 صباحًا في العديد من المناطق. وقد حذرت شركات النقل من تأخيرات محتملة حتى بعد انتهاء الإضراب، بسبب الوقت المطلوب لإعادة تشغيل الجداول الزمنية بشكل كامل.
الإضرابات المتكررة تأتي على خلفية احتجاجات مستمرة منذ عدة أشهر. موظفو الشرطة، عمال الموانئ، وموظفو النظافة كانوا من بين القطاعات التي أضربت سابقًا لنفس الأسباب. وفي محاولة للتفاوض حول نظام التقاعد المبكر، دعا وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، إيدي فان هيوم، الأسبوع الماضي النقابات العمالية للعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن نقابات “FNV”، “CNV”، و”VCP” أكدت أن الفجوة بين مطالبها وعرض الحكومة لا تزال واسعة جدًا للتفاوض بشكل فعال.