ألمانيا تسمح باستخدام القنب بشروط صارمة وتتجنب النموذج الهولندي
أعلن وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ أن ألمانيا تنوي تشريع استخدام القنب، وذلك بعد مراجعة السياسة الهولندية في هذا المجال ومعرفة ما يجب تجنبه. وسوف تقوم الحكومة الألمانية بتنظيم هذا القطاع من خلال إنشاء نوادي القنب التي ستكون مسؤولة عن زراعة وحصاد وتوزيع القنب وفقا للتنظيمات الصارمة. وتهدف هذه الخطوة إلى تخفيف الضغوط على النظام القضائي ومكافحة السوق السوداء للمخدرات، وهو ما يشكل تحديا أيضا لهولندا التي تقوم حاليا بتحقيق الطرق الجديدة لإزالة المساحة الرمادية بين المقاهي القانونية والزراعة غير الشرعية.
ألمانيا على خطى هولندا في تشريع استخدام القنب لكنها تتجنب نهجها
أفاد وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ لهيئة الإذاعة الهولندية (إن أو إس) بأن ألمانيا ستقوم بتشريع استخدام القنب، وترغب في اتباع نهجٍ مختلفٍ عما فعلته هولندا تحت مسمى (ما لا يجب فعله).
وفي هذا السياق، لا تشمل خطط ألمانيا المقاهي، حيث يمكن للهولنديين شراء القنب بكميات محدودة للاستخدام الشخصي، بينما تتضمن الخطط الألمانية السماح للأشخاص بزراعة كمية صغيرة من القنب في منازلهم أو الحصول عليه عن طريق الجمعيات غير التجارية. كما تنظر ألمانيا إلى إمكانية إنشاء مزارع قنب تجارية.
أوضح وزير الزراعة “جيم أوزديمير” للمذيعين أن استهلاك القنب أصبح واقعا وأن العقوبات الأشد لمنع الناس من ذلك لم تؤتِ ثمارها. بدلاً من ذلك، تسعى ألمانيا لمكافحة السوق السوداء وحماية المتعاطين من القنب الملوث، وفقًا لما صرح به الوزير.
وصرح لاوترباخ، الذي أكد أنه يعرف سياسة هولندا بشأن القنب عن قرب لأنه درس في أخن قرب الحدود الهولندية، بأن المقاهي التجارية التي تستهدف بيع أكبر كمية ممكنة من القنب ليست خيارا لألمانيا. وأوضح أن الجمع بين البيع والاستهلاك القانونيين وإنتاج السوق السوداء الهولندية “يشكل مجموعة من العيوب”.
تقوم هولندا حاليا بالتحقيق في سبل إزالة المساحة الرمادية بين المقاهي أو المتاجر القانونية التي تبيع القنب والزراعة غير الشرعية، ولكن تعرض التجربة المتعلقة بالإنتاج القانوني لبعض الصعوبات.
ستكون الجمعيات الألمانية التي ستتولى زراعة وحصاد وتوزيع القنب تحت اسم “نوادي القنب” ملزمة بتنظيمات صارمة، وسيتحملون مسؤولية ذلك. كما يتعين عليهم وضع إجراءات أمنية للتأكد من عدم وقوع النباتات في أيدي خاطئة. ويمكن لكل نادي أن يضم ما يصل إلى 500 عضو من سن 18 عاما أو أكثر، وسوف يعملون على أساس غير تجاري.
وسيكون الحد الأقصى للاستهلاك هو إجمالي 50 غراما في الشهر، وسيتم تحديد الحد الأقصى لنسبة “رباعي هيدروكانابينول”، وهو المركب النشط الرئيسي الموجود في نبات القنب، وهو المسؤول عن تأثيراته النفسية والعقلية. ويتم قياس كمية المركب في القنب بوحدة تسمى ملليغرام لكل غرام (mg/g)، وتختلف هذه النسبة من نبات القنب إلى آخر.
وبذلك، يأمل الألمان أن يتمكنوا من التحكم في سوق القنب السوداء وضمان سلامة المستخدمين من خلال تشريع استخدام القنب، وذلك عن طريق إنشاء نوادي القنب التي ستعمل على أساس غير تجاري وتضم حوالي 500 عضو. وبهذا القرار، ينضم الألمان إلى عدد متزايد من الدول التي تشرع استخدام القنب للأغراض الطبية والترفيهية.